مكتبات الشارقة تطلق الدورة 21 من جائزة الأدب المكتبي في الشارقة القرائي
تحت عنوان "مكتبات المستقبل: استشراف ما بعد الرقمية"
"مكتبات الشارقة" تطلق الدورة 21 من جائزة الأدب المكتبي في "الشارقة القرائي"
- الجائزة تستشرف الخدمات المعلوماتية لمكتبات المستقبل وبناء الشبكات الاجتماعية المعرفية
- إيمان بوشليبي: الجائزة تمهد الطريق نحو ترسيخ مفاهيم لدور المكتبات في عصور ما بعد الرقمية
الشارقة، 20 أبريل 2019
أطلقت مكتبات الشارقة العامة التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، (الجمعة) الدورة 21 من جائزة الشارقة للأدب المكتبي تحت عنوان "مكتبات المستقبل: استشراف ما بعد الرقمية" وذلك خلال ندوة "سياسات التخطيط الثقافي المستقبلية" التي نظمتها إدارة مكتبات الشارقة ضمن فعاليات الدورة 11 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة، خلال الفترة بين 17 و27 أبريل الجاري.
وتزامن إطلاق الدورة الجديدة من الجائزة مع احتفالات الشارقة كعاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، لتؤكد على استدامة وتميز المشروع النهضوي طويل الأمد الذى انتهجته الإمارة منذ أربعين عاماً، بمشاركة المؤسسات والدوائر الحكومية في التحولات الرقمية والذكية لكافة أنشطتها وخدماتها، وبإدماج ومشاركة مجتمعية مؤثرة.
وحضر الندوة إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة، في حين شارك في النقاش ثلاثة فائزين في الجائزة بدورتها الماضية وهم: الدكتور عبد الرحمن فراج والدكتورة نيرمين إبراهيم اللبان، والدكتور أحمد شحادة، كما أدار الندوة الدكتور عمر عبد العزيز.
وأكدت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة، أن جائزة الشارقة للأدب المكتبي وهي تستشرف عشرين عاما جديدة، في ظل تحديات معرفية كبيرة فرضتها الثورة الرقمية، تبحث عن أطر جديدة لدور وعمل المكتبات ومؤسسات المعلومات وأنشطتها تمهيداً لمستقبل أكثر تعقيداً لمكتبات ما بعد الرقمية .
وأضافت بوشليبي: "إن الثورة الرقمية التي نشهدها أحدثت تحولات كثيرة على جميع الأصعدة، وامتدت آثارها لتشكل نمط حياة وعمل جديد خاصة في الجانب المعرفي، ولم تكن المكتبات ومؤسسات المعلومات بمعزل عن هذه التحولات، فتغيرت النظرة الكلاسيكية للمكتبات لتتحول الى منصات وفضاءات شاملة للتعليم والتعلم الذاتي والإبداع والابتكار ، وأصبح جوهر العمل المكتبي هو توفير وسائل ومرافق عامة للوصول الحر للمعرفة كحق أصيل لكل إنسان".
وأوضحت أن اختيار موضوع هذه الدورة من الجائزة يعكس ضرورة التحول التدريجي للمكتبات ومؤسسات المعلومات إلى مجتمعات ما بعد الرقمية والفضاءات الالكترونية ، سواء على مستوى المعرفة ومستودعاتها ومصادرها، أو على مستوى آليات الحفظ والتنظيم والاسترجاع وأدواتها، وأخيرا على مستوى سهولة الحصول على الخدمات والمعارف ، بما يشكل في نهاية المطاف تكاملاً معرفياً في ترسيخ منظومات التحول الذكي بآلياته وتقنياته المختلفة".
وتستهدف الجائزة في هذه الدورة الممارسات الواقعية والتجارب الحية لمكتبات ما بعد المعرفة الرقمية سواء على مستوى الأشكال والأطر المعرفية أو على مستوى التشريعات أو الأدوات والممارسات أو مستوى الخدمات، وانتهاء بمستوى التخطيط واستشراف المستقبل على أن تكون المساهمات ضمن أحد المحاور الستة التي حددتها إدارة الجائزة.
وتضمنت المحاور، استشراف الخدمات المعلوماتية والمعرفية لمكتبات المستقبل، ومكتبات المستقبل كمنصة للتعليم والابداع والابتكار المعرفي: تجارب واقعية، وهندسة الخدمات المعلوماتية في البيئة الرقمية لمكتبات المستقبل، وأمن وإدارة الحقوق الرقمية في مكتبات المستقبل، ومكتبات المستقبل وبناء الشبكات الاجتماعية المعرفية، وأخيراً التقنيات والتطبيقات الذكية لمكتبات المستقبل.
بدوره، قدم الدكتور عبد الرحمن فراج أستاذ علم المكتبات والمعلومات في جامعة بني سويف، شرحاً عن البحث الذي فاز من خلاله بالجائزة والذي حمل عنوان" المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت المتاح وفقاً للوصول الحر"، مشيراً إلى أنه متفائل بمستقبل الوصول الحر على مستوى الأرشفة والنشر في العالم العربي.
وأكد أن العرب (مؤسسات وأفراد) قادرون على مواجهة تحديات الوصول الحر للمعلومات بأن تتيح الجامعات العربية مثلاً أبحاثها على الإنترنت، داعياً الجامعات إلى إحداث مستودع رقمي لهذه الغاية، ومشدداً في الوقت ذاته على أهمية تثقيف وتوعية الباحثين والقيادات المعنية بهذا الأمر بأهمية الوصول إلى الأبحاث العلمية.
من جانبه، تحدث الدكتور أحمد شحادة المدرس في قسم المكتبات والمعلومات في جامعة المنيا، عن بحثه بعنوان "التكاملية بين علوم المكتبات والمعلومات والعلوم الأخرى"، لافتاً إلى أهمية تطوير المحتوى الرقي العربي على مستوى المكتبات وعلى مستوى الوسائط الأخرى المتعددة.
وقال شحادة: "سوق العمل أصبح قائماً على مهن وعلوم جديدة، وهذه المهن لا يمكن تعلمها إلا من خلال أفراد تم تدريبهم على هذه العلوم التي هي نتاج التداخل بين التخصصات المختلفة، وحتى يمكن تدريب الجيل الجديد على ذلك يجب اعتماد سياسات تثقيفية تجعل العلوم الجديدة مقبولة في الوسط الأكاديمي".
كما قدمت الدكتورة نيرمين اللبان من قسم المكتبات والمعلومات في جامعة الإسكندرية، شرحاً عن بحثها الفائز بالجائزة بعنوان "دور الشراكات في إثراء القيمة المعرفية الناتجة عن مشروعات التراث الأرشيفي".
وأشارت اللبان إلى أن الاتجاه العالمي حالياً هو تشجيع الأطفال وأفراد المجتمع عموماً بالاعتماد على الوثائق باعتبارها مصدراً أولياً ومحايداً ويتم الحصول على المعلومات من خلالها بشكل نقي، مضيفة بأن الوثائق مصدر مهم لاكتساب المعلومات وليس فقط الكتب والإنتاج الفكري الذي يتأثر برؤية الكاتب.
يشار إلى أن جائزة الشارقة للأدب المكتبي في دورتها العشرين، والتي كانت تحت عنوان "سياسات التخطيط الثقافي المستقبلية: رؤى ومبادرات مجتمعية"، استهدفت رؤى وتجارب ومشاريع التخطيط الثقافي الوطنية والإقليمية على المستويين الرسمي وغير الرسمي، وشملت محاورها، تمكين مؤسسات المعلومات والمعرفة في السياسات الوطنية، وسياسات دعم وتمكين وتوطين صناعة النشر بمؤسساته وأنواعه، وسياسات ومشاريع دعم المحتوى العربي، والتكامل بين التخصصات المختلفة وإنتاج معرفة جديدة، وتحديث وسائل وسبل تجميع وبث المعرفة وتوطينها، والأبعاد الإجتماعية والثقافية للتغير المعرفي.