"مكتبات الشارقة" تُعرّف جمهورها على أساسيات العلاج بالقراءة

Date: - Aug 24, 2020

نظّمت مكتبات الشارقة العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، السبت، جلسة افتراضية "عن بُعد" حملت عنوان "كيف تعالج طفلك بالقراءة" استضافت خلالها عبر تطبيق التواصل المرئي "ويبكس" المدربة والمستشارة النفسية والاسرية هالة الأبلم للحديث عن آلية عمل هذا المنهج العلاجي وتجاربه الناجحة على المستوى العالمي.
 
وعرّفت الأبلم خلال الجلسة الثانية التي قدّمتها الإعلامية راما مهنا ضمن سلسلة الجلسات الثقافية والمعرفية التي تنظمها المكتبات خلال أغسطس الجاري، بأهمية العلاج ودور القراءة في اكتشاف الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أمراض وحالات نفسية وعصبية مثل القلق والاكتئاب والحزن والخجل وغيرها.
 
وعرفت الأبلم في مستهل حديثها هذا النوع من العلاج وأضحت أن الكتاب مليء بالمعارف والعوالم ومن خلال علاقته بالقراءة وجدت قدرته على معالجة الكثير من الحالات الشعورية لدى الإنسان، سواء على صعيد الأمراض النفسية أو الذهنية والعصبية، لافتة إلى أن الكثير من المرضى لديهم سلوكيات واضطرابات مختلفة، يمكن اكتشافها عبر الملاحظة وأنها وجدت أهمية توفير مضامين قرائية تستطيع أن تعرّف الإنسان على الحلول المهمة لمعالجة هذه المشكلات وبالفعل حصدت نتائج إيجابية وناجحة.
 
وقالت:" فكرة هذا النوع من العلاج بدأت من خلال مكتبات الشارقة العامة على مدار خمس سنوات حرصت من خلالها على الاستفادة من المواد القرائية التي تقدمها رفوفها، وبالفعل بدأت في وضع خطة استهدفت من خلالها الأطفال المشاركين في مختلف الأنشطة والمخيمات التي تنظمها وانطلقت بهذه التجربة ونجحت وقمت بتكرارها أكثر من مرة، وحاولت البحث عما هو جديد من الأعمال القرائية التي يمكن أن تتناسب مع الحالات المختلفة".
 
وعن مراحل العلاج قالت الأبلم": دائماً ما ابدأ في تحديد المشكلة ومن ثم أبحث لها حلاً، فأنا قادرة على اكتشاف المشكلات واختيار المناسب لها وهذا الأمر يمكن للجميع القيام به سواء الآباء أو المعلمين أو أمناء المكتبات فالأمر يتعلق بالملاحظة والفطنة، وخلال تجربتي وجدت الكثير من الأطفال لا يستمعون للأوامر مباشرة لهذا عملت على إيجاد منهجية للتعامل معهم والتقرّب منهم قدر الإمكان من خلال ما يحبونه، وكلّ طفل يستمع لقصة قبل النوم أو في أي وقت من حياته سيكون محصناً من العديد من المخاطر النفسية والسلوكية، والجميل في هذا العلاج أن لا عُمر محدد له فقط نحتاج لأن يكون الشخص الذي أمامنا يعي ويفهم ما يسمع أو يقرأ".
 
وعن نوعية الأمراض التي يمكن علاجها قالت الأبلم:" القراءة تعالج القلق الذي يمكن أن نلحظ سلوكياته بشكل كبير، وهنا نحتاج إلى مواد قرائية تجعل الشخص يتعمق في ذاته، فالأطفال يمكن تعريفهم على ما يمتلكونه من قدرات من خلال قراءة قصص تشعرهم وتحفزهم نحو هذا الإحساس، كما يمكن معالجة الاكتئاب الذي يعدّ أحد الأمراض العصبية فمن خلال تجربتي رأيت أن كتاب (لا تحزن) لعب دوراً فاعلاً في إخراج أكثر من 10 حالات من مواقف مختلفة عانوا منها، واستطاعوا أن يفرّغوا الحزن والتعب الداخلي حتى وصلوا إلى السلام الداخلي وهذا أيضاً يحسب للمادة المكتوبة وكم تمتلك من قدرة على معالجة القرّاء".
 
وتابعت:"لا يوجد طفل لا يحبّ القراءة، يجب أن يبدأ الآباء بأنفسهم وأن يعرّفوا أطفالهم على قيمة الكتاب، فالطفل بطبيعته يسعى لتقليد والديه وهذا يلقي على عاتق الآباء مسؤولية كبيرة، إذ يجب أن يتم غرس حبّ القراءة في نفوس الأجيال الجديدة كي يكونوا قارئين في المستقبل، غير ذلك سيلتفتون إلى أشياء أخرى وهذا أمر غير صحي".
 
وتنظّم المكتبات يوم غد الاثنين في تمام الساعة الخامسة مساءً جلسة حوارية بعنوان "غير توقيعك تتغيّر حياتك"، تستضيف خلالها الدكتورة فاطمة بوهارون، التي ستعرّف بأسرار ومميزات النفس البشرية وأنواع التواقيع المختلفة وتأثيراتها على شخصية الفرد.