مكتبة دبا الحصن العامة تُعرّف بأسرار قراءة القصص للأطفال

Date: - Sep 08, 2020

نظّمت مكتبة دبا الحصن العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، جلسة افتراضية "عن بُعد"، عبر تطبيق التواصل المرئي "زووم"، تحت عنوان "معايير قراءة قصص الأطفال"، استضافت فيها الكاتبة ومدربة التفكير الإبداعي للأطفال هيا القاسم، تناولت خلالها أهم معايير القراءة للأطفال والأعمار المستهدفة والأساليب الواجب اتباعها في سبيل بناء شخصياتهم وتنشئتهم ليكونوا جيلاً قارئاً محبّاً للكتاب.

 

واستهلّت القاسم حديثها خلال الجلسة بالتأكيد على ضرورة أن تكون القصص الموجهة للأطفال ذات أبعاد تغرس قيمة أو تعزز سلوكاً أو تعدّله، مشيرةً إلى أن القراءة تعتبر عاملاً مهماً تساعد في بناء شخصية مميزة ومختلفة لدى الأطفال، لكن على الآباء والأمهات والمعلمين الانتباه لضرورة اختيار المواضيع والكتب التي تتناسب مع عُمر وإدراك الطفل وعدم الخلط أو التعامل بعشوائية مع الأمر.

 

وقالت القاسم: "بإمكان الأمهات أن يبدأن في قراءة بعض القصص الخفيفة، ويتحدّثن لأطفالهنّ في المرحلة الجنينية، تحديداً مرحلة الحمل بالشهر السادس، حيث تكون حاسة السمع قد اكتملت لدى الجنين، هذا السلوك يسهم في التأثير على شخصية الطفل في المستقبل، حيث أشارت الدراسات إلى أن الأمهات اللواتي قرأن لأطفالهنّ في هذه المرحلة أدركنَ في عُمر العام أو العام ونصف أن طفلهنّ يسبق أقرانه بمراحل، كونه يمتلك مصطلحات ومخزون لغوي كفيل بمنحه شخصية يستطيع من خلالها التعبير عما يجول في خاطره بسهولة".

 

وأشارت القاسم إلى ضرورة أن يتم تقديم كتب تتناسب مع أعمار وميول الأطفال، كون كلّ فئة عمرية تحتاج إلى نوع محدد من الكتب التي تسهم في لفت انتباههم وشدّهم نحو مضمون القصة، كما لفتت إلى أن اختيار الكتاب بالمعيار المناسب للفئة العمرية يسهم في تحبيب وتعويد الطفل على التعامل معه.

 

وقالت: "لا يجب منح الأطفال حديثي الولادة وحتى سن 3 أعوام كتباً ورقية أو ذات أغلفة صلبة أو قماشية، بل يجب أن يُقرأ لهم البطاقات التي تتضمن صوراً مبسطة من محيطهم ويفضل أن تكون باللونين الأبيض والأسود وخالية من الألوان المتباينة كي نكسب تركيزهم ولا نشتتهم".

 

وتابعت: "الخيار الأنسب للأطفال من عمر 6 إلى 9 أشهر هو أن نقدّم لهم كتباً قماشية، كونهم سيمزقون الأوراق ولن يستفيدوا منها، ويستحب من فترة إلى أخرى منحهم الفرصة لتحسس الأوراق ولمسها لنؤسس لعلاقة مع الكتاب الورقي مستقبلاً".

 

وأضافت: "يمكن تقديم الكتب ذات الأغلفة الصلبة التي تحتوي على صور مبسطة ومعلومات تتناسب مع مدارك الطفل في عمر السنة، لأن عضلاته في هذه المرحلة العمرية باتت أقوى، حتى نصل إلى عُمر 3 إلى 6 أعوام، التي يمكن خلالها منح الطفل كتباً ورقية تحتوي بشكل كبير على صور وكلمات قليلة وألوان مشبعة تسهم في تنمية خياله وتؤسسه على علاقة قوية مع الكتاب".

 

وقالت القاسم: "من المهم أن يهتّم رسّام كتب الطفل بأعمار الأطفال، وأن يقدم لهم مواضيع تتناسب مع خيالهم وفكرهم وعمرهم، وتلفت انتباههم لحبكة القصة، إذ يجب أن تكون الأعمال ذات أفكار واضحة ومباشرة تعبّر عن مضمون العمل، ولا يمكن أن نقدم للأطفال رسومات عشوائيّة دون هدف".

 

وعن أهمية الحوار مع الأطفال بعد الانتهاء من القصص، أكدت القاسم، أن مناقشة الطفل في مضمون القصة والاستماع لرأيه عنها يعزز في داخله الثقة بالنفس ويقوده نحو صقل مهاراته الإبداعية والتخيلية، حيث قالت: "هناك أم مربية، وأم معلّمة، الأولى تمارس دورها الطبيعي تجاه أبنائها على صعيد العناية بهم والاهتمام بصحتهم وغيرها، أما المعلمة هي التي تغرس حبّ المعرفة والكتاب في داخلهم ليكونوا قادرين في المستقبل على التعبير عما يدور بأذهانهم بشكل فاعل".

 

ودعت القاسم إلى ضرورة تخصيص أوقات مناسبة للقراءة وعدم تكثيفها للأطفال، وأن ينتبه الآباء للاستماع لآراء أبنائهم بعد الانتهاء من الحكاية، كون هذا الأمر يسهم في صقل شخصياتهم ويوقظ مخيلتهم، مشيرةً إلى أن الكتب الصامتة لها تأثير في هذا الشأن كونها تسهم في لفت أنظار الأطفال للحبكة دون أن ترشدهم الكلمات، وتستنهض في داخلهم القدرة على الإبداع الخلّاق الذي تلعب القراءة دوراً اساسياً فيه.