مكتبة الذيد العامة تحتفي "افتراضياً" بـ "اليوم العالمي للشعر"
Date: - Mar 22, 2021
في واحدة من الأمسيات الاستثنائية، طافت مكتبة الذيد العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، الأحد، بروّادها عشّاق الكلمة العذبة، نحو واحات وآفاق القصيدة النبطية، محتفيةً باليوم العالمي للشعر، الذي يصادف 21 مارس من كلّ عام، حيث استضافت الشعراء الإماراتيين بطي المظلوم السويدي، وعبد الله سالم الشامسي، الذين قدّموا للجمهور أعذب القصائد الشعرية العاطفية والوطنية.
وأكد الشعراء الضيوف في مستهلّ الأمسية التي أدارها الإعلامي حامد محمدي، من قناة الوسطى من الذيد، أن إقامة هذه الأمسيات تلعب دوراً فاعلاً في إبقاء الشعر الشعبي الإماراتي والنبطي حيّاً في أذهان محبيه وعشّاقه، كما أنها تفتح المجال بشكل كبير لتذوّق جمالياته وعذوبته، وثمّنوا جهود هيئة الشارقة للكتاب ممثلةً بمكتبة الذيد العامة على الاهتمام بإظهار أهمية وجمالية الشعر الشعبي المحلي والتعريف برموزه.
وتنوّعت القصائد التي قدّمها الشعراء "عن بعد"، عبر تطبيق "زووم"، حيث استمتع الحضور بمختارات من أجمل أعمالهم، إذ قدّم الشاعر عبد الله سالم الشامسي، الذي أبدع في كتابة أغاني لكبار الفنانين العرب أمثال محمد عبده وراشد الماجد وأحلام وآخرين، قصيدة قال فيها:
جادلوني ناس يهوون الجدل
وارجعوا في جدالهم للجاهلية لأيام زمرة بوجهل
يوم تؤد كلّ بنت بلا خطية
حين كان الأب يخشى من الفشل
يحسب أن العار تأتي به بنية
ما درى بالبنت هي كلّ الأمل
جاهلٍ ما قدّر أبداً للعطية
وتابع الشامسي شدو أبياته، بالقول:
كم حوى شالت من حمل كم عانت في زمان الغطرسية
تحتمل فعلٍ أبد ما يحتمل.. تحتمل ما لا يطاق من الأذية
لين ما ربّ البشر.. عزّ وجلّ أرسللنا بالهدى محمد نبيه
وجا نبيّ الله وبحكمه عدل من نساء الخير أوصيكم وصية
وقدّر الله وماشاء فعل وأصبحت حوى لنا أغلى هدية
بدوره، أبدع الشاعر بطي المظلوم السويدي، مدير مجلس الحيرة الأدبي، في قصيدة بعنوان "سلطان العرب"، أهداها لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، قال فيها:
ليت لو يوفيّك كلّ الي يقال
أنت حبّ الناس من عود صغير..
كملك ربّ توصف بالكمال..
وأنت أكبر من تصوّرنا كثير..
وتابع الشاعر بطي المظلوم:
أنت حلم فاقت وصافه الخيال..
والفرح يزداد يوم أنك بخير..
بالفعل سلطان يا شيخ الرجال..
حسّ المواطن وقلبه والضمير...
وأضاف:
كم تقول الناس وأفعالك جزال
مالها تعداد وين ما تسير
البحر والبرّ ووعور الجبال
شاهدة يا شيخ بأفعالك تشير
وواصل الشاعر عبد الله الشامسي تألقه في بحور القصيد، حيث أبدع في قصيدة قال فيها:
يا وجد عيني كثر دمعٍ تدفقه
لين استحى من عيني الدمع يهمر..
يا وجد قلبي من حبيبٍ يعشقه..
زيّد على قلبي بهجرانه حمل..
وتابع:
كنت أحسبك يا صاحبي مصدر ثقة
لذا اعطيتك الحمل مع الجمل..
كنت احسبك شمس الصداقة المشرقة
ما كنت اظنك تلبس قناع النذل
بيدك فؤادي ليش قلّي تحرقه
مع إن قلبي لك ترى بيت وأهل
بعد الوصل وش لزوم التفرقة
وبعد الفراق شلون تطلبني وصل..
وتطرق الشاعر بطي المظلوم لحوارية شعرية دارت بينه وبين الشاعر الإماراتي الرمز علي بن رحمه الشامسي -رحمه الله، وهي واحدة من القصائد التي كتبها في فترة الشباب، قال فيها:
نور عيني وانت سراج.. وانت شمعة قلبي ونوره..
تبتعد عني ولا تناجي وكلّ يمضي بصورة..
كم أنا مشتاق واحتاج.. لحظة للودّ مغرورة..
وأكد المظلوم أن هذه القصيدة، وهي مؤلفة من أبيات طويلة، واحدة من أهم المنعطفات في مسيرته الأدبية، خاصةً أن الراحل بن رحيمه قدّ ردّ عليه بقصيدة مقابلة.
واختتم الشعراء الأمسية بقصائد أكدت على مكانتهم وحضورهم في الساحة الشعرية الشعبية المحلية والعربية.