طموحها لا يتوقف عند حدود إدارتها إيمان بوشليبي أسعى أن أصل بمكتبات الشارقة للعالمية
لم يتوقف طموحها عند حدود إدارتها لمكتبات الشارقة العامة، بل تسعى للوصول بها إلى العالمية بمسيرة بدأتها قبل ثلاثة أعوام بانضمامها للمنظومة الثقافية للإمارة وهيئة الشارقة للكتاب متأثرة بنشأتها في كنف عائلة تهتم بالثقافة، عملت على تغيير الصورة النمطية للكتاب والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في وقت قياسي ومواجهة الأنماط الثابتة وتوسيع القاعدة المجتمعية للمهتمين بالقراءة.. تعتبر إيمان بوشليبي، مدير مكتبات الشارقة العامة وعضو جمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا) لدى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من النساء الإماراتيات اللواتي تمكن من إثبات قدرتهن على القيادة بتميز ونجاح ونموذجا للمرأة الإماراتية الطموحة. ولدت بوشليبي ودرست جميع المراحل الدراسية ف إمارة الشارقة، كان لنشأتها ف بيت معروف باهتمامه بالثقافة وتأثرها بو الدها أثر كبير ف نهمها للقراءة وعلاقتها بالكتب، وجدت نفسها محاطة بها حيث عرف والدها ماجد بوشليبى، الأمين العام للمنتدى الإسلامي، بكتابة المسرحيات كما عمل مديرا لدائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة سابقا وكان من الأشخاص المهتمين بتنظيم معارض الكتب. تخصصت في مجال المحا سبات، ما الذي أطل بك على عالم إدارة المكتبات؟ بعد حصولي على بكالوريوس الإدارة العامة والمحاسبة من كلية إدارة الأعمال في جامعة الشارقة عملت في قسم الموارد البشرية في دائرة الثقافة والإعلام، وبعد تأسيس هيئة الشارقة للكتاب انضممت لفريق العمل، عملت في قسم الموارد البشرية أربعة أعوام قبل أن أتولى حصلت ف ذلك الوقت على شهادة الماجستير التنفيذي ف مجال إدارة الأعمال وهو من الإنجازات التي أفخر بها، في عام 2018 انتقلت من المجال الإداري لأتسنم بعد ذلك منصب مدير إدارة مكتبات الشارقة. وما الذي غير توجهك نحو المجال الثقافي؟ حظيت بدعم لا محدود خلال مسيرتي المهنية، حيث وجدت الإدارة ف هيئة الشارقة للكتاب ف شخصي القدرة على العطاء ف مجالات مختلفة من خلال مشاركاتي ف معارض الكتب ومهرجان الطفل القرائي، كان هذا التوجه مصدر سعادة بالنسبة لي لأنه منحني الفرصة لأن أكون ف مكان أعشق التواجد فيه وجزءا من المنظومة الثقافية لإمارة الشارقة وهيئة الشارقة للكتاب وأخذ دوري كسفيرة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بضرورة أن يتحول الكتاب إلى خبز يومي باستغلال الفرصة، وبذل أقصى جهدي لتحقيق ولو جزءا بسيطا من ذلك. ماذا عنى لك اختيارك كعضوة لجمعيات ومؤ سسات المكتبات (إفلا) لدى منطقة الشرق الأو سط وشمال إفريقيا؟ كان لمشاركتي ف المؤتمرات والندوات العالمية والدولية طوال فترة عملي التي سبقت اختياري كعضو ف (إفلا) سبب في اطلاعي على تمثيل قطاع المكتبات خارج الدولة سواء من قبل الجمعيات المحلية أو الدولية، عندما طرحت فكرة تمثيل وجود مكتب إقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ترشحت رغبة مني ف تمثيل دولة الإمارات وقطاع المكتبات فيها وإيصال صوتها للخارج، فعلى الرغم من قدم وجود المكتبات في الدولة وتاريخها لكنه كقطاع لازال ناشئا، لذلك نحن بحاجة لاستحضار تجارب وخططا واستراتيجيات دولية لفهم كيفية تمثيل هذه القطاعات ومناقشة المواضيع المهمة لنتمكن من الانتقال من القطاع الناشئ إلى القطاع الناضج. ماهي الخطط والا ستراتيجيات التي اتبعتموها في إدارة مكتبات الشارقة لتحقيق هذا النمو المتسارع خلال فترة وجيزة؟ ما شهدته مكتبات الشارقة من تطور لم يكن بجهود فردية إنما نتيجة تضامن فريق عمل متكامل يصل عدد العاملين فيه إلى 170 موظفا ف مكتبات تقع ف مناطق مختلفة من إمارة الشارقة، حيث شهدت الفترة الأولى من تسلمي المنصب اجتماعات دورية لتحليل بيئة مكتبات الشارقة ف تلبية احتياجات المجتمع، اكتشفنا خلالها تميزنا عن بقية مكتبات الدولة بتغطيتنا الجغرافية لـ 6 مناطق مختلفة من مناطق الشارقة بـ 6 مكتبات تخدم الإمارات السبع في الدولة، إضافة إلى وجودها بالقرب من منافذ حدودية جعل لها جمهورا من دول مجلس التعاون، وساعدنا على تطوير رؤيتنا وتحديد توجهاتنا الاستراتيجية بأن نكون الوجهة الأمثل للتعليم الذاتي والحصول على المعلومات وتوسيع شريحة التغطية لتشمل مختلف الشرائح المجتمعية والتأسيس لثقافة مؤسسية مختلفة وتغيير الصورة النمطية للمكتبة على أنها مكان لجمع الكتب، وخلال ثلاثة أشهر تمكنا من إحداث التغيير الإيجابي رغم ظروف الجائحة التي واكبت عملنا ف تلك الفترة. ماهي أهم سهاماتكم الأخرى في مجال الارتقاء بالقراءة والمكتبات؟ ف مكتبات الشارقة العامة نحرص على اتباع خطط تسهم ف الارتقاء بقطاع المكتبات والترويج للقراءة، هذا فضلا عن العديد من الجوائز، كجائزة الشارقة للأدب المكتبي التي تهدف للارتقاء بقطاع المكتبات في دولة الإمارات والوطن العربي التي يمكن أن نصفها بأكبر إسهامات المكتبة للارتقاء بقطاع المكتبات لاختلاف المواضيع السنوية التي تطرحها والتي ينتج عنها أبحاث تتم مناقشتها ف ندوات ومؤتمرات كما يتم من خلالها تبادل الأفكار والخبرات بين مكتبات الشارقة العامة والمكتبات الأخرى في الوطن العربي بما يرفع من مستوى الخدمات والعمليات الفنية والمكتبية، كما تستهدف المكتبة جميع شرائح المجتمع بمبادرات وبرامج تناسب توجهاتهم لتكون سببا ف التشجيع على القراءة والوصول للمعلومة وتزويد المهتمين بالقراءة بالكتب ودعم المكتبات المحلية وإثراء المكتبات المدرسية بالكتب بشكل دوري، إضافة لمبادرات مجتمعية مختلفة أخرى كمبادرات شهر القراءة، والورش القرائية ونوادي الكتب ومعرض التخصصات السنوي، ودعمها لكبار المواطنين وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تخصيص قاعة لضعاف البصر والمكفوفين. في ظل التحديات التي يواجهها الكتاب الورقي اليوم بعد الغزو التكنولوجي وسيطرة الأجهزة الإلكترونية، كيف يمكن لنا أن نعيد اهتمام الإنسان العربي، وأن نستعيد أمجاد الكتاب ونحافظ على بقاء المكتبات؟ في وقت سابق كنت من الأشخاص الرافضين لفكرة استبدال الكتاب المطبوع بكتاب إلكتروني، لكني لم أجد المانع من الاستعانة به في دراسة أو بحث معين، اليوم وبعد مرور الزمن أجد أن الكتاب سواء كان مطبوعا أو إلكترونيا مر ثيا أو مسموعا أو حتى على شكل صور ينقل قصة قصيرة مصورة ف النهاية هو كتاب لم يفقد قيمته، فهو يضم معلومة نحتاج لها أو يجيب عن سؤال نبحث له عن إجابة، كما أن اختلاف رغبة الأشخاص ف استقبال المعلومة هي من تحدد طريقة نقلها وإيصالها، فهناك من يفضل اكتسابها باستخدام البصر بينما هناك من تصله المعلومة بشكل سماعي ويكون دقيقا جدافي نقلها، وهذا ما يؤكد أن الكتاب بأشكاله العديدة يخدم شرائح مختلفة من الأشخاص. لقد كانت لك زيارات لدول عديدة بقصد الاطلاع على تجارب مكتبية لدول أخرى، ما الذي ا ستقيته من تلك التجارب وتمكنت من تطبيقه في دولة الإمارات؟ ساعدتنا هذه الزيارات من الاطلاع على تجارب هذه الدول من جانب الضوابط والقوانين والإجراءات الداخلية والقوانين التي تعتمدها المكتبات بشكل مستمر، منها توفير الخدمات الهجينة لجميع الفئات العمرية، ضمنها الخدمات المكتبية والخدمات الذاتية وخدمة الوصول للشخص لمكانه وخدمة الإرجاع الذاتي للكتب وعملية حجز الكتب وهي خدمات ليست بالحديثة لكنا تمكنا من تطويرها لتكون بشكل أفضل وأسهل. جائحة «كوفيد 19» أظهرت مرونة وقدرة على التعامل مع الموقف بالنسبة للكثير من المرافق والمؤ سسات، كيف تمكنتم من التعامل مع الأحداث وما هي خططكم المستقبلية للارتقاء بواقع المكتبات ليواكب متغيرات العصر؟ كانت مكتبات الشارقة العامة وهيئة الشارقة للكتاب من المؤسسات التي تعاملت بحذر شديد وكبير مع الجائحة، وعلى الرغم من الإغلاق الذي شهدته منذ بداية الجائحة جاهزيتهالمواكبة المتغيرات بتقديم نفس الخدمات لكن مع إعادة التقديم بشكل متجدد يتناسب والوضع القائم عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بها والحفاظ على دعمها للمؤسسات التعليمية وفئات الباحثين والدارسين، وتسهيل وصول بعض الفئات للمعلومة التي يحتاجون لها ووضع خطة لإعادة تقديم الخدمات بشكل يتناسب مع العزل المنزلي وإغلاق المكتبات منها منح العضوية الذكية لجميع المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية ليتمكنوا من الاطلاع على أكثر من 6 ملايين محتوى، وتقديم خدمات الكترونية لإيصال المعلومة المطلوبة تكون بديلة عن خدمات الإعارة الداخلية والخارجية التي توقفت، وتحديد صناديق إرجاع ذاتية للكتب المستعارة خارجيا، ومن ثم العودة وتقديم الخدمات بطاقات استيعابية متدرجة مع الحرص على توفير أجهزة التعقيم والتوجيه بأهمية التزام التباعد الاجتماعي والالتزام بأساليب الوقاية مع الالتزام بجدول التعقيم المستمر للمكتبات ووجهنا بعودة البرامج والأنشطة بشكل افتراضي. ما هو التحدي الذي واجهته إيمان بوشليبي في إدارتها لملف مكتبات الشارقة؟ يكمن التحدي في تقديم أفضل الخدمات للأشخاص لحملهم على الاستمرار في زيارة المكتبات وتحقيق أهدافهم، كل ذلك يحتاج للكثير من الجهد والتفكير ووضع الخطط والحلول والبرامج ومساعدة فريق العمل. كونك من النساء الملهمات ونموذجا للمرأة الإماراتية الناجحة، ما هي النصيحة التي توجهينها للمرأة والفتاة الإماراتية؟ أقول للنساء والفتيات في إمارة الشارقة والإمارات والوطن العربي بشكل عام إن ما ميز قصة إيمان بوشليبي بأنها لم تتوقف عن التخيل الذي يمكن من خلاله أن تعيش أجمل أيام الحياة، ألا تحدد طموحهاف مجال محدد، إحداث التغيير يمكن أن يكون مجال، ألا تتوقف عن والانتفاع من المعلومات، فالمعلومة وإن كانت عامة يمكن أن تستفيد منها في أماكن ومجالات مختلفة، فالعلوم مترابطة. الشخصيات التي تركت أثرها في حياتي ومسيرتي بسبب تعدد الشخصيات التي مرت في حياتي أشعر بأني من مجموع هذه الشخصيات، أختي «عائشة» التي دعمتني في جميع توجهاتي في مختلف الجوانب وكان لها أثر كبير في شخصيتي، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، الذي منحني ثقته الكاملة في إدارة مكتبات الشارقة، والشيخة بدور القاسمي مثلي الأعلى التي أثبتت لنا بنات الإمارات بأن لا وجود للمستحيل من خلال تحقيقها حلم الشارقة بحصولها على لقب «العاصمة العربية للكتاب»، الذي منحني الدافع لأقدم الأفضل والسعي لتحقيق طموحي بالوصول بمكتبات الشارقة العامة للعالمية، كما أطمح أن أكون ضمن إطار الصورة الكبيرة للشخصيات التي قدمت وخدمت الإمارة بشكل إيجابي.