إيمان بوشليبي: نحن سفراء المكتبات في كل مكان

Date: - Nov 28, 2021

 
«أي شخص يعمل في مجال المكتبات يكتشف بعد فترة أن ثمة شغف ينعكس على أحلامه» بكل عفوية وبساطة، هكذا تصف إيمان بوشليبي، مديرة مكتبات الشارقة العامة، عملها في هذا المكان الذي ترى فيه منارة ثقافية وصرحاً تاريخياً يجب أن يظل مقصداً للجميع في كل الأزمنة، فتمكنت بشخصيتها القيادية وشغفها بالتطوير والتميز، من إحداث نقلة نوعية في مسيرة مكتبات الشارقة العامة خلال العامين الماضيين، فساهمت في تعزيز نمو المؤسسة بنسبة 50% خلال 3 أشهر فقط، واستمرت في رعاية الطموحات والأحلام الكبيرة رغم كل الظروف التي فرضتها الجائحة، فرسمت لها أجنحة للأيام القادمة كما نقرأ هنا..
 
 
عن نقطة البداية في مهمتها الإدارية قالت: «عندما تسلمت إدارة المكتبات العامة، شعرت بالمسؤولية تجاه هذا المكان بوصفه منارة ثقافية يعود تاريخها إلى 1925م، والتي تراجعت مكانتها لتقتصر على الطلبة والباحثين فحسب، إذ توجه اهتمام الناس إلى المدارس التعليمية بالدرجة الأولى، ولأنني كنت جزءاً من دائرة الثقافة في بدايات مسيرتي العملية، كنت مرتبطة بالحراك الثقافي في الإمارة وأمتلك الموارد والسبل لبث حياة جديدة في المكان، فبدأت بالاطلاع على تجارب المكتبات وتنفيذ برامج وفعاليات جاذبة للجمهور ليتعرفوا إلى جديد المكتبات».
 
 
ولأن الهدف كان العمل على تغيير الصورة النمطية للمكتبات، بدأت بوشليبي بتحديد الفئات المستهدفة من الجمهور من أطفال ويافعين وكبار ومن مختلف الجنسيات، وفي هذا تقول: «عندما بدأنا بوضع استراتيجية للمكتبة والتي تمتد ما بين 2019 – 2024 حددنا الأسئلة التي سترشدنا إلى خطة العمل الأفضل، وتعمقنا أكثر نحو غاياتنا، ووضعنا برامج لتعزز الحضور الاجتماعي للمكتبة، كبرامج محو الأمية، التعليم، دعم القراءة باستخدام التقنيات الحديثة، واتجهنا إلى التنوع والشمولية بمراعاة جميع الأعمار ومختلف الجنسيات».
 
90 يوماً
 
وتكمل: «بعد ذلك تم تحديد مدة 90 يوماً لتحقيق تحول كامل، وتمكنا من تعزيز نمو المؤسسة بنسبة 50% خلال فترة بسيطة، وحققنا نجاحاً كبيراً، لكن خلال ذلك كانت جائحة»كورونا» قد بدأت بالانتشار، وكنا نتابع الأخبار العالمية ونرصد التوقعات، فبدأنا مهمة الاستعداد للعزل المنزلي، وكانت لدينا خطة عمل عندما انتقلنا إلى هذه المرحلة، وانصب تركيزنا على جعل الناس يشعرون بالأمان، فسهلنا إمكانية الوصول إلى الخدمات الإلكترونية في المكتبة مجاناً، ووفرنا البرامج الافتراضية التي تستضيف متحدثين رسميين حول الجائحة وطرق الوقاية، كنا متخوفين من ردود فعل الجمهور كونه اعتاد على التواصل البشري، فعملنا على تعزيز الشعور بوجود هذا الكائن البشري الحقيقي وراء هذا العالم الرقمي، فحرصنا على أن تدير جلسات البرنامج الافتراضي شخصية واحدة، ليشعر الناس بأنهم يتابعون وجهاً مألوفاً بالنسبة لهم، وبالفعل كان لدينا جمهور من كافة أنحاء العالم، وقد أطلقنا العضوية الذكية ل 3 أشهر مجاناً حينها، وتلقينا الدعم من الاتحاد العربي للناشرين، ومن مزودي الخدمات الإلكترونية، وغيرها من المؤسسات».
 
وتتابع: «كانت مهمتنا ليست سهلة، فالعمل عن بعد كان تحدياً كبيراً، وكان معظم الموظفين يعملون لساعات طويلة من منازلهم، فلم يكن هناك جمهور يزور المكتبة، لكن التعافي بعد العودة كان سريعاً، وصارت لقاءات الجمهور عبر مواقع التواصل متاحة وشعرنا بالسعادة لافتتاح أبواب المكتبات من جديد».
 
ترى «بوشليبي» أن أي شخص يعمل في مجال المكتبات يكتشف بعد فترة أن ثمة شغفاً ينعكس على أحلامه، وتقول: لهذا بدأت أرى طموحاتي تنمو في هذا المكان، أريد أن أصعد بمكتباتنا من النطاق المحلي إلى النطاق العالمي، لتكون رائدة في مجال المكتبات العصرية، وأن يكون لدينا نجاح مستدام وتطور مستمر، ونرتقي بالأداء في الإمارات والعالم، نحن مؤسسة لها طموح كبير وأتمنى أن نكون قادرين على إلهام الفضول الفكري للجميع.
 
خطة عمل
 
عن خطة العمل والمشاريع القادمة، أوضحت أن هناك مشاريع عدة يتم التحضير لها، وأطلق بعضها خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهناك العديد من الفعاليات التي تستهدف فئات مختلفة من اليافعين والكبار والصغار، وتركز العديد منها على التعامل مع الدراسة عن بعد، وعلى السلوك الانسحابي للأطفال الذين بدأوا الدراسة في فترة كورونا واليوم يعودون إلى المدارس بطريقتهم في التعامل مع هذا التغيير.
 
وتابعت: هناك أيضاً خطط تصب في الاستدامة وبرامج تعنى بالتحول الرقمي وإعادة تدوير الأوراق، وهناك برامج للموظفين الذين يعملون عن بعد، وأخرى عن آلية المذاكرة الذكية وكيف يمكن للمكتبة أن تدعم هذه الآليات، وهناك برامج تعنى بتحويل الأفكار إلى مشاريع، ولدينا توجه لتقديم برامج تسعى لتقديم حلول عملية لسوق العمل بالنسبة للخريجين العاجزين عن إيجاد فرص عمل، وهناك برامج تركز على التعليم الذاتي، وأخرى تتناول تنظيم الحياة الاجتماعية.
 
في ختام حديثها أشارت بوشليبي إلى أن هذه البرامج تتوزع ما بين ورش ومحاضرات، وتتوفر معظمها على مستويين واقعي وافتراضي، كما تمنت أن ينضم جمهور المكتبات إلى الموظفين ليسهموا في تعريف المجتمع بدور المكتبات لتتسع الدائرة أكثر فأكثر، ويسهموا بالدعوة لعودة هذه العلاقة الجميلة مع المكتبة، والتعرف إلى الخيارات الكثيرة التي يمكنهم أن يستفيدوا منها في هذا المكان.