علي آل سلوم: التنوع الثقافي لا يقدر بثمن
أكد الإعلامي والمرشد السياحي والمؤثر الإماراتي علي آل سلوم أنّ الإنسان لم يُخلق ليظل في مكان واحد، بل ليكون في حركة دائمة، يمشي ويكتشف ويتعرف إلى الآخرين، وأنه عندما يرحل فكأنه يقول: «سأؤسس حياة أخرى»، وهذا يعكس جوهر الحياة البشرية في البحث الدائم عن كل جديد.
وأشار آل سلوم إلى أن الاكتشافات العديدة في إمارة الشارقة للإنسان الذي عاش في هذه الأرض قديماً، تشهد على أن هذه المنطقة كانت طريقاً يستخدمه الإنسان للتنقل من مكان لآخر، وهذا يثبت أن الشارقة كانت محطة مهمة لتنقل الإنسان منذ أقدم العصور.
جاء ذلك في خطاب شهدته النسخة الثانية من «تيد إكس – مكتبات الشارقة»، في هيئة الشارقة للكتاب، بحضور فهد المعمري، رئيس جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، و أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ومروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، وإيمان بوشليبي، مديرة المكتبات، ومنصور الحساني، مدير المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، وجمع من الحضور والمهتمين من جمهور منصة «تيد إكس - مكتبات الشارقة».
و أشار آل سلوم إلى أن برنامج «دروب» هو رحلة لاستكشاف الماضي وفهم الحاضر، والتأكيد على أن الترحال والاكتشاف هما جوهر الحياة الإنسانية.
وقال: «من خلال رحلاتي زرت أكثر من 200 دولة، وقابلت أكثر من مئة عرق بشري، ولا يزال هؤلاء محافظين على لغتهم وثقافتهم وتقاليدهم؛ فالتنوع الثقافي هو ثروة لا تُقدّر بثمن، ومصدر قوة وغنى للبشرية، ويجب علينا الحفاظ عليه وتعزيزه، والجهود التي تبذلها قيادات المنطقة الخليجية في الحفاظ على لغتنا وثقافتنا تحفظ الأجيال المقبلة من سلبيات التغييرات الكبيرة التي تحملها التطورات المتسارعة التي يشهدها عصرنا، وتسهم في ترسيخ القيم والتراث الثقافي، ما يُمكّن الأجيال المقبلة من التعرف إلى جذورهم والاستفادة منها».
وأضاف: «بوصلتنا يجب أن تكون واضحة الاتجاه؛ فإذا أردنا أن نتعلم اللغات علينا أن نرحل إلى البلاد التي تتحدث بها؛ فاللغة ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة للتعارف والتواصل وفهم الآخر، وأنا لا أؤيد أن نقول بأن البشر نسيج واحد، إلا إذا كان المقصود به النسيج الإنساني، فهذا صحيح، ولكن أن نصبح شيئاً واحداً متطابقاً فهذا مستحيل؛ لأن الاختلاف هو ما يميز عالمنا، ويجب علينا احترامه والتعرف إليه والاستفادة منه لتبادل الأفكار والرؤى وتوسيع آفاقنا».
- تجربة
و نظّمت «مكتبات الشارقة» جلسة مع الإعلامي علي آل سلوم، حاورته فيها الإعلامية مريم علاي النقبي. وخلال الجلسة، سلّط آل سلوم الضوء على تجربته في الإعلام والثقافة والسفر، وكيفية تفاعله مع مختلف المواقف والأشخاص بناءً على تجربته الواسعة.
وقال آل سلوم: «تعلمت من والدي ووالدتي من خلال تجربتهما في مجال التدريس أن أقرأ في أعين الطلاب ما يريدونه، فأنا أتحكم بطاقتي بحسب المواقف والأماكن والأشخاص، ما يعكس قدرتي على المرونة في التعامل مع الظروف المختلفة».
وأضاف: «السفر بالنسبة لي ليس سعادة لذاته، ولكن سعادتي تكمن في النتائج التي استخلصها من السفر، والثمار التي أجنيها من هذه الرحلات، فالقيمة الحقيقية للسفر تكمن في الدروس والخبرات التي يكتسبها الإنسان منه، وليس فقط في تجربة السفر نفسها».
وتطرق آل سلوم إلى أهمية الاستماع للنصائح، قائلاً: «هناك أصوات كثيرة حولنا تقدم لنا نصائح، وقد لا نعيرها أي اهتمام، ولكننا إذا استفدنا من تلك الأصوات، فقد نحقق أحلامنا، خاصة النصائح التي نتلقاها من آبائنا؛ لأن أصواتهم هي أصوات المشفقين والمحبين والناصحين». وأردف قائلاً: «رسالتي للشباب: لا تستخدموا الحظ ذريعة للتوقف عن العمل، بل يجب أن نربط الحظ بجهودنا وإنجازاتنا ودوافعنا نحو التقدم».